العنوان : متعة العذاب يتكون من مكونين متعة و العذاب فالاول يدل دلاليا على المتعة و النشوة على عكس العذاب الذي يوحي الى المعاناة و العذاب و يلاحظ ان هناك تناقض بين المتعة و العذاب
انطلاقا من قرائتنا للعنوان وبداية و نهاية القصيدة نفترض انها تشير على اننا بصدد تحليل قصدية رومانسية رغم حفاظها على مقومات القصيدة الاحيائية فقدنجد ان شاعرنا يتحدث عن تجربته الذاتية رغم معايشته ثنائية العذاب و المتعة لنتاكد من صحة هذه الفرضية بالدرس و التحليل .
استهل الشاعر قصيدته منذ الوهلة الاولى بالتصريح بمعاناته و عذابه التي فجعت قلبه مما دفعه الى محاكاة الطبيعة و التغني بها لعلها تكون مصدر متعته رغم العذاب و المعاناة التي يعاني منها ابو شادي و ظل في رصد هذه المعاناة عبر مجمل ابيات القصيدة مخلصا الى ان الشقاء هو مصدره و حله الاخير ، و قد سخر شاعرنا لرصد مضامينه جهازا معجميا ينقسم في القصيدة الى حقلين دلالين حقل دال على المعاناة و حقل الذات
حقل الذات تمثله الالفاظ التالية (....) اما حقل المعاناة تمثله الالفاظ (....)
من خلال قرائتنا للمعجم يتضح لنا هيمنة حقل المعاناة على حقل الذات اما العلاقة بينهما هي علاقة تنافر و تناقض من خلال تعارض احاسيس المتعة و العذاب . اضافة الى توظيف الشاعر للغة سهلة قريبة من الحديث اليومي خالية من المحسنات البلاغية و البديعية تحمل في خباياها معاني فلسفية . و نجد ان القصيدة ذات وحدة عضوية على عكس تعدد المواضيع في القصيدة الكلاسيكية ، و لم يقف الشاعر عند هذا الحد بل وظف بنية ايقاعية تتوزع بدورها الى قسمين ايقاع داخلي ، خارجي لتخلق ذلك التناغم الموسيقي ليوصل الشاعر موضوعه في احسن صورة .
الايقاع الخارجي : نظم الشاعر قصيدته على بحر الكامل ( متافعلن – متافعلن – متفاعل *** متفاعلن – متفاعلن – متفاعل )
يتضح لنا ان هذا االبحر جاء متماشيا مع حالة الشاعر النفسية لطول نفسه و هو بحر وظف لغرض التعبير و ايصال المعاناة التي يعاني منها الشاعر . اما القافية فقد جاءت موحدة في كامل القصيدة و قد جاءت على الشكل التالي : -0-0 / سببين خفيفين / موعي – جوعي –لوع كما انها جائت مطلقة ما ساعد الشاعر على ايصال رسالته للمتلقي ، اما الروي فقد جاء موحد يتمثل في حرف العين موصلا بحرف المد و هذا الحرف من الحروف الحزينة و كل هذا للبوح بحزنه و عذابه . اما الايقاع الداخلي فيتمثل في تكرار بعض الحروف ( مثل حرف الروي العين مثلا – حرف التاء ...) و تكرار الكلمات ( دموعي – الطبيعة ....) في حين نجد التوازي بنوعيه (......)
من نجد ان هذه البنية الايقاعية قد لعبت دورا هاما في تحقيق ذلك التناغم و النتظيم على مستوى القصيدة
و قد توسل الشاعر في قصيدته هاته الى صور شعرية تمثلت في الاستعارة نجدها في الشطر الاول من البيت الاول حيث يصور ان الاهات بددها و الدموع نثرها . اما التشبيه فقد جاء البيت الثامن حيث شبه العناء يوجد له دواء و هو الجوع
وقد جاءت هذه الصورة منافيو ومغايرة للصورة التقليدية حيث شغلت وظيفة تعبيرية .
اما على مستوى الاسلوب فيتفرع بين الاسلوب الانشائي و الخبري اما الانشائي فنجده في البيت الاخير الذي جاء على صيغة التعجب كما تتخلل القصيدة اساليب انشائية اخرى اسم الموصول و الاشارة ... اما الاساليب الخبرية فهي الطاغية على جسد القصيدة لغرض اخبار االمتلقي عن الموضوع الرئيس ( مجمل ابيات القصيدة مثل الشطر الثاني من البيت الاول )
و لا يمكننا في نهاية هذا التحليل الا ان نقر بان الشاعر ابوشادي استطاع في هذا النص متعة العذاب ان يمثل الى حد الخطاب الشعري الذي ينتمي اليه من خلال توظيفه مكونات القصيدة العربية من حيث الشكل كما جاء بجدبد على مستوى المضمون من هنا يمكننا القول بان صاحبنا قد استطاع ان يمثل خطاب سؤال الذات
اتمنى ان تكون شافية وافية