الحرب العالمية 2 أسبابها ومراحلها

الحرب العالمية 2 أسبابها ومراحلها
اعتبر مؤتمر السلام والأزمة الاقتصادية 1929 وتصاعد
المواجهة داخل القارة الأوربية بين الدول الرأسمالية
الديمقراطية والديكتاتورية السبب الذي أدى إلى اندلاع
ح.ع.2 التي حقق فيها دول المحور انتصارات سريعة لكن
سرعان ما تراجعت على إثر التحالف الأكبر بين و.م.أ،
إنجلترا، والإتحاد السوفيتي مما أدى إلى انهزام ألمانيا
وحلفاءها.
1/ أسبــــــــاب اندلاع الحرب العالمية الثانية:
1- أدى مؤتمر الصلح والأزمة الاقتصادية لتوسيع شق
الخلاف بين الدول الرأسمالية.
ساهم مؤتمر الصلح ومعاهدة فرساي المفروضة على ألمانيا
بشروطها القاسية كتجريدها من السلاح وتحديد جنودها
ومنعها من صناعة الأسلحة وتجريدها من مستعمراتها كما
ساهمت عملية رسم خريطة أوربا إلى تشابك وتعقيد الوضعية
القومية خاصة في أوربا الجنوبية الشرقية حيث أصبحت
الوضعية مهددة بالانهيار.
* مخلفات الأزمة الاقتصادية: نهجت الدول الرأسمالية
بعد الأزمة الاقتصادية سياسة الحمائية بدل سياسة التبادل
الحر والاتجاه إلى وضع الحواجز الجمركية أمام المنتجات
الأجنبية لحماية إنتاجها الوطني وتجلت هذه النزعة الاقتصادية
القومية سواء في المؤتمر الجمركي سنة 1932 أو المؤتمر
الدولي للنقد بلندن سنة 1933 عرفت الدول الرأسمالية انقساما
إلى دول غنية تتوفر على إمكانيات ومستعمرات إنجلترا وفرنسا
أو دول أقل غنى ليس لها مستعمرات كألمانيا واليابان وإيطاليا
وحاولت هذه الدول تعويض افتقارها للمستعمرات بنهج
سياسة الاكتفاء الذاتي بالاعتماد في مبادلاتها التجارية على
اتفاقيات الكليرين الثنائية, غير أن ضعف نتائج هذه السياسة
جعلتها تزداد إقناعا بضرورة اللجوء إلى سياسة التوسع
" المجال الحيوي" لضمان ازدهارها وحل مشاكلها.
2- السياسة التوسعية للأنظمة الديكتاتورية وفشل عصبة
الأمم في حل النزاعات الدولية وعودة التوتر إلى أوربا:
*التوسع الياباني في الصين : لتحقيق رغبتها التوسعية
بدأ اليابان يتوسع تدريجيا بالأراضي الصينية بعد الحصول
على امتياز إدارة خط حديدي جنوب الإقليم س1905 كما
احتلت عدة أراضي مستغلة الحرب الأهلية في الصين ليتزايد
نفوذها الاقتصادي خلال وبعد الحر ب ع 1, مستغلة كذلك
سقوط نظام أسرة المانشو, وانقسام السلطة بها. فاحتلت
منشوريا منذ1931 مستغلة كذلك قيام الوطنيين الصينيين
بتخريب سكة الحديد ومقتل عدد من اليابانيين, وحدوث
حرب أهلية بين الوطنيين(سن يات سن) والشيوعيين
(ماوتسي تونغ). واكتفت عصبة الأمم بالتنديد بهذا
الاحتلال فأعلنت اليابان انسحابها من العصبة في1933
* التوسع الإيطالي في أثيوبيا: أعلنت إيطاليا الحرب على
أثيوبيا منذ أكتوبر 1935 و احتلت البلد الإفريقي الوحيد
الذي كان عضو في عصبة الأمم الشئ الذي أثار ردود
فعل دولية عديدة، إذ حشدت إنجلترا أسطولها البحري
لحماية مواصلاتها مع الهند تحسبا لأي تهديد إيطالي
واضطرت عصبة الأمم إلى فرض عقوبات اقتصادية على
إيطاليا وحرصت فرنسا وإنجلترا على إبقاء إيطاليا في
جبهة ستريزا التي أقيمت ضد الأطماع النازية وضغط
على عصبة الأمم لكي لا تشمل العقوبات الاقتصادية
المواد الأساسية كالبترول إلا أن إيطاليا تمادت في
اكتساحها لأثيوبيا واحتلال عاصمتها أديس أبيبا في
مايو1936. الشئ الذي أظهر عن ضعف عصبة الأمم في
احترام مواثيقها، خاصة أنها اضطرت إلى رفع العقوبات
الاقتصادية عن إيطاليا في يوليوز 1936 مما ساهم في
تدهور علاقات فرنسا وإنجلترا مع إيطاليا حيث انسحبا
من جبهة ستريزا في دجنبر 1935 .
* التخلص التدريجي من قيود معاهدة فرساي:
استغل هتلر المهادنة الإنجليزية تجاه ألمانيا وانسحاب
إيطاليا من جبهة ستريزا فأصدر قرار إعادة تسليح رينانيا
وفي غياب الدعم الإنجليزي اكتفت فرنسا بتقديم احتجاج
شفوي إلى الحكومة الألمانية، فتولد عن هذا الانتصار
الدبلوماسي ألألماني على العلاقات الدولية فدفع بالعديد من
الدول للتخلي عن مساندة فرنسا ومحاولة التقرب من
ألمانيا باعتبارها الحليف الأقوى.
* تطور سياسة المحاور وتمهيد للحرب:
انسحبت إيطاليا من جبهة ستريزا بعد تدخلها في أثيوبيا
التي لقيت معارضة من فرنسا وإنجلترا في حين أن ألمانيا
قامت بتشجيعها. وفي إسبانيا قام نظام جمهوري بدعم من
الإتحاد السوفيتي متمثلا في نظام جمهوري شيوعي
اشتراكي حيث حاول الجنرال فرانكو الإطاحة بالحكم
الجمهوري مما أدى إلى نشوب الحرب أهلية في س1939
انتهت بسقوط الجمهورية وقيام ديكتاتورية فرانكو وكانت
الحرب الأهلية مواجهة إيديولوجية بين الدعم الذي تلقاه
فرانكو عسكريا من هتلر وموسوليني وبين الدعم الذي تلقاه
الجمهوريون من الإتحاد السوفيتي فتحولت إسبانيا إلى
ميدان تجريبي لعمليات ح.ع.2 كما ساهمت في تكوين
تحالف قار بين ألمانيا وإيطاليا وهو محور روما- برلين
في أكتوبر و نونبر 1936 كما كون هتلر حلف مضاد
للشيوعية مع اليابان أنظمت إليه إيطاليا س1937.
فأصبح بإمكان هتلر الانطلاق في أعماله التوسعية.
ج/ التوسع النازي في أوربا الشرقية واندلاع ح.ع.2:
قام هتلر بعملية التخطيط لضم الأراضي النمساوية بتعامل
مع موسوليني التي كانت بتحريك من الحزب النازي
النمساوي المتحمس للفكرة الانضمام إلى ألمانيا حيث
كانت الأوضاع بالنمسا تتميز بضعف سلطة المستشار
بعد تصاعد الإضرابات الداخلية مما اضطره على
الاستقالة، فحل محله النازي" إنكوارت" الذي سارع إلى
طلب تدخل الجيش الألماني لوضع حد للاضطرابات
فاجتاحت القوات النازية الأراضي النمساوية
المعروفة باسم الأنشلوس في 12 مارس 1938 بينما
اكتفت فرنسا وإيطاليا بالتنديد ورفضتا اقتراح موسكو
بتكوين جبهة موحدة للوقوف في وجه الأطماع النازية
وفي أكتوبر 1938 ضم هتلر إقليم السوديت بتحريض
من الحزب النازي لأنها تضم الألمان الدين يطالبون
بالانضمام للبلاد ومند 1938 شرع هتلر في حشد
قواته على الحدود فأعلنت فرنسا وإنجلترا للإتحاد
السوفيتي حالة الطوارئ التي انتهت بعقد المؤتمر
الرباعي بميونيخ في 9 شتنبر 1938 والذي خرج
بالموافقة على ضم السوديت مع تعهد لضمان أمن
الأراضي التشيكوسلوفاكية كما وقعت مع فرنسا
وإنجلترا اتفاقيتين لحسن الجوار مع ألمانيا وبالرغم
من إرتباط بولونيا باتفاقية عدم الإعتداء اتفقت سرا
مع الإتحاد السوفيتي، كما اتفقت مع ألمانيا فتحولت
بعض الانتصارات الدبلوماسية والعسكرية التي حققها
هتلر في أوربا الشرقية إلى حاجز أمام تحقيق المجال
الحيوي ألألماني في تجاه سهول أوكرانيا المنتجة
للقمح لذلك أثار هتلر مسألة ميناء" دانتزيك" البولوني
وطالبت بعودته إلى ألمانيا باعتباره مأهولا بسكان
ألمانيين وكانت هذه التهديدات وراء توقيع فرنسا
وإنجلترا لاتفاقية مع بولونيا تعهدت فيها بضمان
سلامة الأراضي البولونية وأعلنت فرنسا تعهدها بالرد
الفوري على أي خطر يهدد مصالحها، ورد هتلر على
ذلك بإلغاء معاهدة عدم اعتداء مع بولونيا وتوقيع
حلف الفولاذ مع إيطاليا في مايو 1939. وفي فاتح
شتنبر اجتاحت القوات الألمانية الأراضي البولونية
فأعلنت فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا في 3
شتنبر 1939 .
2/ مراحل الحــــــــــــــــــــــــــــــــــرب ع2 :
1- عرفت المرحلة الأولى انتصار دول الحلفاء:
انتهج الألمان سياسة الهجومات المفاجئة والسريعة
فانهزمت قوات الحلفاء في ميناء دانكيرك وانسحبت
بفوضى كبيرة فتمكنت ألمانيا من احتلال جزء كبير من
الأراضي الفرنسية ووقعت حكومة فيشي الفرنسية برئاسة
" مارشال بيثان" للهدنة مع ألمانيا في وقت أطلق
الجنرال دوكول ندائه لمقاومة ألمانيا من لندن كما أعلن
ونستون تشرشل باستمرار مقاومة الألمان الذين أخذوا في
مهاجمتها بالطائرات والصواريخ ولم يتمكن هتلر من
القضاء على المقاومة الإنجليزية وتمكن الإيطاليون
والألمان من اكتساح يوغوسلافيا واليونان س1941.
عرفت الجبهة الإفريقية هجومات إيطاليا منذ 1940
فتدخل الألمانيون بالفيلق الإفريقي في ليبيا وغرب مصر
فقام الإنجليز بهجوم آخر مضاد في أكتوبر 1942 وقد
مست هذه الهجمات المصالح الأمريكية مما دفع الإنجليز
والأمريكيين إلى توقيع الميثاق الأطلسي س1941.
توسعت الحرب بعد ذلك لتشمل أوروبا الشرقية وآسيا
حيث قام الألمان باكتساح كل غرب الإتحاد السوفيتي
بكيفية مفاجئة منذ يونيو1941 فاستولوا على أجود
الأراضي السوفيتية وقد نظم السوفياتيون مقاومة عنيفة
واتبعوا سياسة الأراضي المحروقة واعتمدوا على المناخ
لمواجهة الهجوم الألماني أما في آسيا فقد أدى تناقض
المصالح بين اليابان و و.م.أ إلى هجوم ياباني جوي عنيف
على أكبر قاعدة أمريكية في المحيط الهادي( قاعدة بيرل
هاربول) فأعلنت و.م.أ حربها على اليابان وفي 11 نونبر
1941 أعلنت ألمانيا وإيطاليا الحرب على و.م.أ.
= وهكذا أصبحت الحرب العالمية تحت سيطرة الألمان
واليابانيون على مجال إقتصادي حيوي لتزويد بلادهم وقواتهم
بالمواد الأولية والغذائية التي كانت بلادهم في أمس الحاجة
إليها كما مست المصالح الأخوية والأراضي دول الحلفاء.
2- ساهمت المقاومة السوفيتية والدعم الأمريكي في
إنتصار دول الحلفاء في المرحلة الثانية.
أدى سوء تقدير القيادة الألمانية لجبهة شمال إفريقيا إلى
تدهور إمكانيات الفيلق الإفريقي الألماني بينما قوى الإنجليز
قواتهم من مصر وتمكنوا بمساعدات أمريكية في الانتصار
في معركة العلمين في أكتوبر 1942 على القوات الألمانية
والإيطالية كما قام الأمريكيون بإنزال قواتهم بشمال إفريقيا
في الدار البيضاء ووهران والجزائر للقضاء على نفوذ
حكومة فيشي في المغرب والجزائر فتمكن الحلفاء من تطويق
جيوش دول المحور في ليبيا واستسلمت في تونس في مايو
1943 واصل الحلفاء تقدمهم بالنزول في إيطاليا، استغل
الحلفاء الظروف الصعبة التي مرت منها إيطاليا منذ نهاية ربيع
1943 حيث ثم إعتقال موسوليني وتكونت حكومة بادوكليو وما
زالت قواتهم في صقلية فواجهتهم مقاومة عنيفة من الألمان
والإيطاليون وأعيد موسوليني إلى السلطة، لكن الطريق نحو
روما انفتحت أمام القوات الحلفاء.
أما في الجبهة الشرقية فقد ركز السوفياتيون دفاعهم في مدينة
ستالينغراد بين غشت 1942 وفبراير1943 ومثلت هذه الجبهة
أولى هجمات الألمان. وفي فبراير1943 عقد الحلفاء قمة طهران
بين ستالين وتشرشل وروزفلت أدت إلى التحالف الأكبر وكذلك
إلى فتح جبهة جديدة في الغرب وإعلان الإتحاد السوفياتي الحرب
على اليابان. وتمكن الجيش الأحمر من تحرير كامل التراب
السوفيتي بين 1943- 1944 وتعقب القوات النازية إلى مدينة
برلين التي دخل إليها في مايو 1945.
ركزت عملية أوفر لورد على تحرير فرنسا, فقد قام الحلفاء في
6 يونيو 1944 بأكبر إنزال لقوات عسكرية في التاريخ في منطقة
نورماندي، كما قامت قوات أخرى بدخول جنوب فرنسا (بروفانس)
وقد أدت هذه العمليات إلى تراجع كبير للقوات الألمانية, ودخول
الحلفاء إلى باريس في غشت 1944.
بقيت اليابان وحدها في المعركة، وقدمت معارك المحيط الهادئ
بداية النهاية كمعركة ميدواي يونيو 1944 ثم استعادت الفلبين في
أكتوبر 1944, سقوط أيوجيما وأوكيناوا على يد القوات الأمريكية
في يونيو 1945 ضربة قاسية للصناعة اليابانية وبالتالي
لمجهودها الحربي وسارع الأمريكيون إلى إلقاء قنبلتين نوويتين
على هيروشيما ونكازاكي في 6 و9 غشت 1945 رغم الإتفاق الذي
تم بين رؤساء دول الحلفاء في مؤتمر يالطا في فبراير 1945 حول
بداية هجوم سوفيتي على اليابان في دجنبر1945 .
خاتمة: أدت أحداث ح ع 2 تغيرات كبيرا في عدة معطيات كارتفاع
عدد ضحايا الحرب و البؤس الذي عانت منه دول عديدة من العالم
ودمار اقتصادي كبير للدول المتحاربة، وعدلت الحرب الخريطة
الجيوسياسية للعالم بتقوية و.م.أ والإتحاد السوفياتي وظهور نوع
جديد من الصراع بين القوى الكبرى أو ما يسمى بالحرب الباردة.